الأطفال الذين يتعرضون للعقاب البدني يواجهون مخاطر متزايدة من القلق والاكتئاب وضعف الثقة بالنفس وعدم الاستقرار العاطفي. وغالبا ما تستمر هذه الآثار حتى مرحلة البلوغ، حيث تظهر على شكل معدلات أعلى من القلق والاكتئاب وتعاطي المخدرات، وحتى التفكير في الانتحار أو محاولته أو إتمامه. كما يحمل العقاب عواقب اجتماعية...

يعدّ العقاب البدني انتهاكاً لحق الطفل في احترام سلامته الجسدية وكرامته البشرية، وحقوقه في الصحة والنماء والتعليم والتحرر من التعذيب وغيره من أشكال المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة.

ويرتبط العقاب البدني بطائفة من النتائج السلبية على الأطفال في مختلف الثقافات والبلدان، بما في ذلك تردي الصحة الجسدية والنفسية، وصعوبات النمو المعرفي والاجتماعي العاطفي، وتدهور التحصيل التعليمي، وزيادة مخاطر السلوك العدواني والعنف.

وقد أوضح تقرير جديد نشرته منظمة الصحة العالمية أن العقاب البدني لا يزال منتشرا بصورة مقلقة، ويسبب أضرارا كبيرة لصحة الأطفال ونموهم. على الصعيد العالمي، يتعرض ما يقدّر بنحو 1.2 مليار طفل للعقاب البدني في منازلهم كل عام. 

وتظهر بيانات جُمعت من 58 دولة أن 17% من الأطفال الذين تعرضوا للعقاب البدني في الشهر الماضي تعرضوا لأشكاله الأكثر شدة، بما فيها الضرب على الرأس، أو الوجه أو الأذنين، أو الضرب بقوة وبشكل متكرر.

يختلف استخدام العقاب البدني في المنازل على نطاق واسع بين البلدان. وفي المدارس، تنتشر هذه الممارسة بالقدر نفسه. ففي جميع أنحاء أفريقيا وأمريكا الوسطى، يتعرض حوالي 70% من الأطفال للعقاب البدني خلال سنوات دراستهم، مقارنة بحوالي 25% في منطقة غرب المحيط الهادئ.

يتفشى العقاب البدني أو الجسدي على نطاق واسع في العالم، سواء في البيت أو في المدرسة. فنحو 60 في المائة من الأطفال بين عمر 2 و14 عاماً يتعرضون للعقاب البدني بشكل منتظم على يد آبائهم أو أولياء أمورهم. وفي بعض البلدان، يفيد جميع الطلبة تقريباً عن التعرض للعقاب الجسدي على يد العاملين في المدرسة. ويتساوى خطر التعرض للعقاب الجسدي بين الفتيان والفتيات وبين أطفال الأسر الغنية والفقيرة.

ويتعرض قرابة 400 مليون طفل دون سن الخامسة، أو ستة من كل عشرة أطفال في هذه الفئة العمرية في العالم لعنف نفسي أو عقاب جسدي في منازلهم بانتظام بحسب تقديرات لليونيسف. وقرابة 330 مليون من هؤلاء يتعرضون لعقوبات جسدية.

ما من فوائد للعقاب البدني

وقال إتيان كروغ، مدير إدارة المحددات الصحية والترويج والوقاية في منظمة الصحة العالمية: "يوجد الآن دليل علمي قاطع على أن العقاب البدني يحمل مخاطر متعددة على صحة الأطفال. إنه لا يوفر أي فوائد لسلوك الأطفال أو نموهم أو رفاههم، ولا أي فائدة للآباء أو المجتمعات أيضا. لقد حان الوقت لإنهاء هذه الممارسة الضارة لضمان أن ينمو الأطفال في بيئة صحية في المنزل والمدرسة".

يسلط التقرير، الذي يحمل عنوان "العقاب البدني للأطفال: الأثر على الصحة العامة" الضوء على أن الأطفال الأكثر عرضة للعقاب البدني هم الأطفال ذوو الإعاقة؛ وأولئك الذين تعرض آباؤهم للعقاب البدني بأنفسهم؛ وأولئك الذين يعاني آباؤهم من تعاطي المخدرات أو الاكتئاب أو غيرها من حالات الصحة العقلية. كما أن العوامل المجتمعية الأوسع مثل الفقر والعنصرية والتمييز تزيد من خطر تعرض الأطفال للعقاب البدني.

وتؤكد النتائج أيضاً أن للعب دوراً مهماً جداً في تطور الأطفال وفي الصحة العقلية للأطفال ووالديهم والقائمين على رعايتهم بناء على بيانات تبرز الانتشار الكبير لنقص الرعاية بما فيها التحفيز والتفاعل في المنزل.

وقالت السيدة كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لليونيسف: "إن تعرض الأطفال للإساءة الجسدية أو اللفظية، وحرمانهم من الرعاية الاجتماعية والعاطفية من ذويهم يقوض تقديرهم لذاتهم، بينما تسهم التنشئة الحانية والمرحة في إسعادهم وشعورهم بالأمان، ومساعدتهم في التعلم وبناء المهارات واستكشاف العالم من حولهم".

ويتجه مزيد من البلدان إلى حظر العقاب الجسدي للأطفال في المنزل. حيث سنّ أكثر من نصف البلدان التي حظرت هذه الممارسة، وعددها 66 بلداً، قوانين ذات صلة في الخمسة عشر عاماً الماضية — ورغم ذلك يبقى قرابة نصف بليون طفل دون الخامسة بلا حماية قانونية كافية.

وتظهر النتائج استمرار الأعراف الاجتماعية المؤذية التي ترتكز عليها الأساليب العنيفة في تنشئة الأطفال في العالم، حيث يقول أكثر من ربع الأمهات والقائمين على الرعاية الأساسية إن العقاب الجسدي ضروري لتربية الأطفال وتعليمهم بشكل مناسب.

وتبين الدراسات أن برامج تنشئة الأطفال المدعمة بالأدلة تحسِّن رعاية الأطفال، وتقلل العنف الأسري وسوء المعاملة، وتعزز الصحة العقلية للأطفال ووالديهم. ومن هذه البرامج تقديم توجيه بشأن النُهج الإيجابية، وبناء علاقات قوية بين الأطفال ووالديهم، ودعم اللعب، والتأديب غير العنيف، والتواصل.

ماهو العقاب البدني؟

تعرّف لجنة الأمم المتحدة لحقوق الطفل، التي تشرف على اتفاقية حقوق الطفل، العقوبة البدنية أو الجسدية على أنها "أي عقوبة تستخدم فيها القوة الجسدية ويكون الغرض منها إلحاق درجة معينة من الألم والأذى، مهما قلت شدتها". ويشمل ذلك غالباً، وفقاً للجنة، ضرب الطفل (الصفع واللطم والخبط) باليد أو بأداة (سوط أو عصا أو حزام أو حذاء أو ملعقة خشبية أو ما شابه)، ولكن قد يشمل أيضاً، على سبيل المثال، الركل أو الهز أو الرمي أو الخدش أو القرص أو العض أو سحب الشعر أو لكم الأذنين أو إرغام الطفل على المكوث في وضع غير مريح أو الحرق أو السفع أو الإكراه على البلع.

وهناك أشكال عقاب أخرى غير جسدية تنطوي على القسوة والإهانة، ولذلك فهي تنافي أحكام الاتفاقية وكثيراً ما ترافق العقوبات الجسدية أو تتقاطع معها. وهي تشمل الاستهزاء بالطفل أو إهانته أو الحطّ من شأنه أو استضعافه أو تهديده أو إخافته أو تحقيره.

وتشير بيانات اليونيسف المستمدة من استقصاءات تمثيلية على المستوى الوطني شملت 56 بلداً في الفترة من 2005 إلى 2013، إلى أن 6 من أصل كل 10 أطفال تتراوح أعمارهم بين 2 و14 عاماً قد تعرّضوا إلى العقاب الجسدي على يد الكبار في أسرهم المعيشية خلال الشهر الماضي. وفي المتوسط، تعرّض 17% من الأطفال إلى العقاب الجسدي الشديد (كالضرب على الرأس أو الوجه أو الأذنين أو الضرب المبرح والمتكرر)، في حين تجاوزت النسبة 40% في بعض البلدان. وتُظهر التفاوتات الكبيرة بين البلدان والأقاليم أن ثمة إمكانية للوقاية من هذه الممارسات.

وباستثناء بعض البلدان التي ترتفع فيها معدلات تعرّض الفتيان للضرب، تُظهر نتائج الدراسات الاستقصائية المقارنة أن معدلات تفشي العقاب الجسدي متقاربة بين الفتيات والفتيان. كما أن نسبة تعرّض الأطفال الصغار (من 2 إلى 4 أعوام) للعقاب الجسدي، بما في ذلك أشكاله القاسية، لا يختلف عن معدل تعرض الأطفال الأكبر سناً (من 5 إلى 14 عاماً)، بل قد تزيد عليها. وتُستخدم أساليب التأديب الجسدي حتى مع الأطفال الصغار جداً، حيث تشير نتائج دراسات استقصائية مقارنة أجريت في 29 بلداً خلال الفترة من 2012 إلى 2016، إلى تعرّض 3 من أصل كل 10 أطفال تتراوح أعمارهم بين 12 و23 شهراً إلى التعنيف بالضرب على المؤخرة.

ويتعرض معظم الأطفال إلى وسائل العقاب الجسدية والنفسية معاً. فالكثير من الآباء والأمهات وأولياء الأمور يقولون إنهم يلجؤون إلى أساليب تأديب غير عنيفة (من قبيل شرح الخطأ في سلوك الطفل وسلب بعض الامتيازات) ولكنها عادةً ما تقترن بأساليب تأديب عنيفة. فهناك أقلية من الأطفال الذين لا يتعرضون سوى لأشكال تأديب غير عنيفة.

ويعيش طفل من كل طفلين في الفئة العمرية من 6 إلى 17 عاماً (732 مليون طفل) في بلدان لا تطبق حظراً كاملاً على العقاب البدني في المدرسة. وتُظهر الدراسات أن معدل تفشي العقاب البدني المدرسي طوال العمر يتجاوز 70% في أفريقيا وأمريكا الوسطى، في حين تجاوز معدل تفشيه في العام الماضي 60% في إقليمي المنظمة لشرق المتوسط وجنوب شرق آسيا، وتجاوز معدل تفشيه في الأسبوع الماضي 40% في كلٍ من أفريقيا وجنوب شرق آسيا. وتنخفض تلك المعدلات في إقليم المنظمة لغرب المحيط الهادئ، حيث بلغ معدل تفشيه طوال العمر وفي العام الماضي نحو 25%. ويبدو أن العقاب البدني أكثر تفشياً في المرحلتين الدراسيتين الابتدائية والثانوية. 

عواقب بعيدة المدى

تعد العواقب الصحية للعقاب البدني للأطفال عميقة وبعيدة المدى. فإلى جانب الإصابات الفورية، تسبب هذه الممارسة استجابات بيولوجية ضارة، تشمل زيادة تفاعل هرمون الإجهاد وتغيرات في بنية الدماغ ووظيفته، مما قد يقوّض النمو بصورة صحية.

يُظهر تحليل شمل 49 دولة منخفضة ومتوسطة الدخل أن الأطفال الذين يتعرضون للعقاب البدني هم، في المتوسط، أقل عرضة بنسبة 24% للنمو بشكل سليم مقارنة بأقرانهم الذين لا يتعرضون له.

أما الأضرار النفسية فهي شديدة بالقدر نفسه، وفقا للمنظمة، فالأطفال الذين يتعرضون للعقاب البدني يواجهون مخاطر متزايدة من القلق والاكتئاب وضعف الثقة بالنفس وعدم الاستقرار العاطفي. وغالبا ما تستمر هذه الآثار حتى مرحلة البلوغ، حيث تظهر على شكل معدلات أعلى من القلق والاكتئاب وتعاطي المخدرات، وحتى التفكير في الانتحار أو محاولته أو إتمامه.

كما يحمل العقاب البدني عواقب اجتماعية أوسع نطاقا. فالأطفال الذين يتعرضون له هم أكثر عرضة لتطوير سلوكيات عدوانية، والمعاناة أكاديميا، والانخراط، عند البلوغ، في سلوكيات عنيفة أو معادية للمجتمع أو إجرامية. كما تغذي هذه الممارسة تقبلا اجتماعيا أوسع للعنف، مما يعزز الدورات الضارة عبر الأجيال.

وتشير الأدلة إلى أن العقاب البدني يفاقم المشاكل السلوكية لدى الأطفال بمرور الوقت ولا يفضي إلى أي نتائج إيجابية.

كل عقاب بدني، مهما كان خفيفاً أو معتدلاً، يحمل في طياته خطر التصعيد. وتشير الدراسات إلى أن الوالدين الذين يلجؤون إلى العقاب البدني أكثر عرضةً لارتكاب أشكال أشدّ من سوء المعاملة.

يرتبط العقاب البدني بطائفة من النتائج السلبية على الأطفال في مختلف الثقافات والبلدان، بما في ذلك تردي الصحة الجسدية والنفسية، وصعوبات النمو المعرفي والاجتماعي العاطفي، وتدهور التحصيل التعليمي، وزيادة مخاطر السلوك العدواني والعنف.

ويثير العقاب البدني ردوداً نفسية وجسدية ضارة لدى الطفل. فأثره لا يقتصر على شعور الطفل بالألم والحزن والخوف والغضب والخزي والذنب، وإنما قد يؤدي شعوره بالتهديد إلى التوتر الجسدي وتفعيل المسارات العصبية التي تبعث على مواجهة الخطر. لذلك فإن الأطفال الذين يتعرضون للعقاب الجسدي يميلون إلى إظهار ردود فعل هرمونية حادة أمام الضغوط، ويتسمون بأجهزة بيولوجية منهكة، بما في ذلك الجهاز العصبي وجهاز القلب والأوعية الدموية والجهاز التغذوي، فضلاً عن تغييرات في بنية المخ ووظائفه.

ورغم أن العقاب بالضرب على المؤخرة يحظى بقبول واسع، فإنه يرتبط بوظيفة دماغية غير نمطية تشبه تلك الناجمة عن الاعتداءات الأشد وخامةً، مما يُبطل الحجة التي كثيراً ما تُستخدم بأن أشكال العقاب البدني الأقل شدةً ليست ضارة.

وهناك عدد كبير من البحوث التي تبرهن على وجود روابط بين العقاب البدني وطائفة واسعة من النتائج السلبية في الأمدين الفوري والطويل، تشمل ما يلي:

الأذى الجسدي المباشر، المؤدي أحياناً إلى أضرار وخيمة أو إعاقة طويلة الأمد أو الوفاة؛

تدهور الصحة النفسية، بما في ذلك الاضطرابات السلوكية والقلق والاكتئاب واليأس واحتقار الذات وإلحاق الأذى بالنفس ومحاولات الانتحار والاعتماد على الكحول والمخدرات، والعدوانية وعدم الاستقرار العاطفي، وهي اضطرابات تستمر بعد البلوغ؛

صعوبات النمو المعرفي والاجتماعي والعاطفي، وتحديداً مهارات السيطرة على العواطف وحل الخلافات؛

الإضرار بالتحصيل التعليمي، بما في ذلك التسرب المدرسي وتدني معدلات النجاح الأكاديمي والمهني؛

ضعف الوازع الأخلاقي وتفاقم السلوك غير الاجتماعي؛

تفاقم السلوك العدواني لدى الأطفال؛

ارتكاب أفعال عنيفة أو معادية للمجتمع أو إجرامية لدى البالغين؛

الأذى الجسدي غير المباشر بسبب إنهاك الأجهزة البيولوجية، بما في ذلك الإصابة بالسرطان والمشاكل المرتبطة بتعاطي الكحول والصداع النصفي والأمراض القلبية الوعائية والتهاب المفاصل والسمنة، والتي تستمر بعد البلوغ؛

تزايد قبول العنف واللجوء إليه بمختلف أشكاله؛

تدهور العلاقات الأسرية.

وثمة أدلة على وجود علاقة طردية بين المقدار ورد الفعل، حيث تشير بعض الدراسات إلى أن عدوانية الطفل وتدني قدراته في مجالي الرياضيات والقراءة تزداد حدةً كلما ازدادت وتيرة تعرضه للعقاب البدني.

عوامل الخطر

تعدّ الفوارق طفيفة في مدى تفشي العقاب البدني وفقاً للجنس أو العمر، رغم أن الفتيان وصغار الأطفال أكثر عرضةً للعقاب البدني في بعض الأماكن. والأطفال ذوو الإعاقة أكثر عرضة للعقاب البدني من سواهم. كما أن الوالدين اللذين تعرضا للعقاب الجسدي في صغرهم تزداد احتمالات ممارستهم العقاب البدني مع أطفالهم.

وفي معظم البلدان التي تتوفر عنها بيانات، تتساوى احتمالات التعرض لأساليب التأديب العنيفة بين أطفال الأسر الغنية والفقيرة. وبالمقابل، في الأماكن الشحيحة الموارد، وخصوصاً تلك التي تشهد توسعاً سريعاً لنُظم التعليم، فإن الضغط الذي يتعرض له المدرسون جراء قلة الموارد البشرية والمادية قد يؤدي إلى ازدياد لجوئهم إلى العقاب البدني في الفصل.

ماذا عن العنف اللفظي؟

وفي سياق متصل كشفت دراسة حديثة نشرتها مجلة "BMJ Open" أن الألفاظ المسيئة قد تخلّف أثرًا نفسيًا عميقًا لدى الأطفال، لا يقلّ عن تأثير العنف الجسدي.

وأوضحت الدراسة أن الأشخاص الذين تعرضوا للعنف الجسدي في طفولتهم كانوا أكثر عرضة بنسبة 50% لمشاكل نفسية في مرحلة البلوغ، بينما ارتفعت هذه النسبة إلى 60% بين الأشخاص الذين تعرضوا للعنف اللفظي.

واعتمد الباحثون في دراستهم على بيانات أكثر من 20 ألف شخص بالغ من 7 دراسات في إنجلترا وويلز.

وقال الدكتور مارك بيلس، أستاذ الصحة العامة والعلوم السلوكية بجامعة "ليفربول جون مورز" في المملكة المتحدة: "تشير النتائج إلى أن العنف اللفظي في الطفولة يمكن أن يترك ندوبًا نفسية عميقة وطويلة الأمد، تمامًا مثل العنف الجسدي".

وأوضحت الدكتورة شانتا ديوب، أستاذة علم الأوبئة ومديرة قسم الصحة العامة في كلية "ليفين" للعلوم الصحية بجامعة "وينغيت" في ولاية كارولينا الشمالية بأمريكا، أن هناك تحولاً ملحوظًا في العالم يتمثّل في زيادة عبء العنف اللفظي عبر السكان.

وحذّر بيلس من أن العنف اللفظي قد يقوّض الفوائد النفسية التي تُحقّقها المجتمعات من تقليل العنف الجسدي.

وقد يكون من الصعب رسم خط واضح بين الكلام القاسي والعنف اللفظي، ولكنه قد يشمل لوم الأطفال، أو إهانتهم، أو توبيخهم، أو انتقادهم، أو تهديدهم، وفقًا للدكتور أندريا دانيسي، أستاذ الطب النفسي للأطفال والمراهقين في "كينجز كوليدج لندن" والأستاذ السريري المساعد في مركز "ييل لدراسة الطفل"، الذي لم يشارك في الدراسة.

ومن بين أبرز الأمثلة على العنف اللفظي:

"أنت دائماً تخطئ"

"أنت غبي"

"أنت بلا قيمة"

أوضحت ديوب أن الأطفال غالباً ما يأخذون هذه العبارات بشكل حرفي، ما يجعل تأثير الكلمات القاسية عليهم طويل الأمد.

وأكّد بيلس ضرورة إيلاء الباحثين والأفراد اهتمامًا أكبر للعوامل التي تؤثر على الصحة النفسية طويلة الأمد.

وأضاف أن دعم وتزويد الأهل ومقدمي الرعاية بالمعلومات والمهارات المناسبة يساعدهم على خلق بيئات منزلية أفضل.

وقال بيلس في رسالة عبر البريد الإلكتروني: "هذا يعني المساعدة في بناء مهارات التنظيم العاطفي لدى الآباء والأطفال، وتعزيز الارتباط العاطفي بينهم، وتنمية مهارات التواصل، وتشجيع الآباء على تقديم نماذج سلوكية تُظهر الأساليب التي يرغبون أن يتبناها أطفالهم عند مواجهة المشاكل".

ولا يقتصر الأمر على الأهل فحسب، بل يجب أن يدرك جميع البالغين الذين يتعاملون مع الأطفال مدى تأثير العنف اللفظي عليهم، بحسب قول ديوب.

وقال دانيسي إن الحل ليس فقط في توبيخ البالغين. 

وبدلاً من ذلك، يسعى هو والباحثون الآخرون إلى دعم تحول ثقافي نحو جعل الجميع أكثر وعيًا باللغة المستخدمة تجاه الأطفال وكيفية تأثيرها عليهم.

اضف تعليق